إن مؤشرات الجودة في التعليم إحدى أبرز مقومات التجديد التربوي الحقيقي، ولذا سعت هذه الورقة إلى وصف التفسيرات المختلفة للجودة في البيئات المدرسية، وعملت على تقديم تركيز ممنهج على طبيعة إدارة الجودة كما تمارس واقعياً، واستكشاف إلى أي مدى يمكن تطبيقها في المؤسسات التعليمية. وصولاً إلى الحقيقة التي مؤداها أنَّ التطوير في التعليم عملية لا تتوقف أبداً، وأنَّ الثابت والأساسي لتلبية احتياجات المستفيدين من المدرسة، والتحسين المستمر هم الطلاب وأولياء أمور الطلاب والمجتمع الذي تخدمه المدرسة. ومن هنا، فإن ما يحتاجه التعليم منذ فترة طويلة هو تعريف ملموس لكيفية قياس البرنامج التعليمي للمدارس، وليس يخفى أن المصطلحات والحركات مثل التميز أو الإصلاح أو التحسين تعتمد بصورة جليَّة على مقاييس عشوائية للمؤشرات مثل درجات الاختبار المعياري أو نسب الحضور أو معدلات التسرب أو الأساليب المماثلة المثيرة للجدل. وتبرز هذه المسائل لأن تلك الأدوات ضيقة عند مقارنتها بالنطاق الواسع للأهداف التعليمية، إلى جانب ضعف قياس آثار العوامل الديموغرافية والنفسية والاجتماعية الخارجة عن سيطرة النظام المدرسي بشكل كبير. لذا فإن السؤال المنهجي ليس ما إذا كانت المدارس بحاجة إلى مؤشرات الجودة، ولكن الأدق هو “كيف” على وجه التحديد، ومن أجل هذا كله يحتاج التعليم إلى التمييز بين ممارسات الجودة في الصناعات التحويلية والخدمية التي يمكن تكييفها مع التعليم وتلك التي لا تستطيع ذلك،. كما أنَّ على التعليم ابتكار طرق لتنفيذ وقياس الممارسات المطبَّقة التي بدورها يمكن توظيفها كمؤشرات للجودة في المدارس تحقيقاً للهدف الأسمى  وهو المحافظة على زخم التطوير في المدرسة.

النص الكامل

Share the Post:
This site is registered on wpml.org as a development site. Switch to a production site key to remove this banner.