التحديّات للتربية المستدامة في العالم العربي: الأدوار الحاليّة والمستقبليّة للجامعة الاميركيّة في بيروت- في البيئة العربيّة في مناخ عربي متغير. تقرير the Arab Forum for Environment and Development (AFED).
يواجه التعليم المستدام في العالم العربي تحديًا متزايدًا بسبب مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تتطلب حلولًا عاجلة. ونتيجة لذلك، أصبح التعليم العالي غير قادر على تحمل تكاليفه بشكل متزايد بالنسبة لمعظم الناس، مما أثّر سلباً على التماسك الاجتماعي وفاقم التفاوت الاقتصادي. ومع تسارع زيادة الرسوم الدراسية في السنوات الأخيرة في العديد من الجامعات، بما في ذلك الجامعة الأمريكية في بيروت، كل هذا أصبح يعرّض الجامعات الكبرى غير الربحية في المنطقة لخطر التحوّل من أماكن ذات تمييز فكري مستدام إلى أماكن نخبويّة اقتصادية لا يمكن الدفاع عنها.
كما أن هناك نقصًا في الأبحاث حول الإصلاح التربوي في الدول العربية. على هذا النحو، فإن العاملين في حقل الإصلاح التربوي ملزمون بالاعتماد على قاعدة معرفية دولية تقدم حلولاً لا تستجيب للاحتياجات المحلية المجذّرة في السياق الثقافي (الأمين، 2005). وهذا يثير التساؤل عن دور الجامعات في الدولة العربية في التعليم من أجل التنمية المستدامة.
على مدار 150 عامًا، خرّجت الجامعة الأميركية في بيروت أفضل الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والمبتكرين السياسيين وخبراء التغذية والمتخصصين في الصحة العامة (إناث وذكور) في المنطقة. ولا تزال قيمة الجامعة الأميركية في بيروت في المنطقة لا جدال فيها لأنها تستقطب وتدرّب وتخرّج الأفضل والأذكى. ومع ذلك، فإن معالجة هذه المشكلة مهما كانت معقدة، يتطلب أن تساعد الجامعة الأميركية في بيروت على توفير فرص جديدة لقادة المستقبل لإحداث فرق في لبنان والمنطقة والعالم. إذ إن الجامعة اقترحت تجربة نموذج الخدمة الوطنية والتدريس للتعليم العالي في لبنان، إلى جانب نهج الإعفاء من الديون بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، للحد من هجرة الأدمغة. أخيرًا، كما يتضح من ريادتها في مشروع تمام، يجب أن تكون الجامعة الأميركية في بيروت أيضًا رائدة في علم أصول التدريس .إذ سيعمل هذا على بناء الأسس التعليمية للطلاب الذين يرغبون في الحصول على تعليم في الجامعة الأمريكية في بيروت، رغم عدم استعدادهم لمناهجها الصارمة عند تخرجهم من المدرسة الثانوية