تقدّم هذه المقالة عرضاً مختصراً عن دراسة اعتمدت الاستقصاء السردي وتناولت تحليلاً معمّقاً لملامح مديرَيْن، مسارهما، ودوافعهما في محاولتهما لبناء مدرسة جامعة تعزّز المساواة والعدالة الاجتماعية. هذه المدرسة هي مدرسة حكوميّة في لبنان شاركت في مشروع تمام وعملت على موضوع التعليم الجامع لمدّة خمس سنوات قبل أن تُطلق وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان مشروع المدارس الحكوميّة الدامجة. ونظرًا لكون الدمج عملية تشاركيّة جماعية وليست إداريّة هرمية، فإنه يُنظر للتعليم الجامع الآن كعملية تغيير تحويلية يمكن أن تسبب توترًا وضغطاً على قادة المدارس. انطلاقاً من ذلك، يتم تأطير قيادة المدارس الجامعة حالياً في الأدب التربوي ضمن قيادة التغيير حيث يُتوقع من قادة هذه المدارس ، الذين يُنظر إليهم على أنهم عناصر تغيير في المجتمع، أن يبتعدوا عن الأعراف التقليديّة الراسخة لتبنيّ ممارسات جديدة وغير مألوفة تساهم في قيادة التطوير المستند إلى المدرسة. مع زيادة الوعي بأهمية التعليم الجامع كاستجابة للتنوع المتزايد حول العالم بشكل عام وعدم تكافؤ الفرص في لبنان بسبب الحروب المتلاحقة واللاجئين والانهيار الاقتصادي بشكل خاص، تقدّم هذه الدراسة وصفًا استكشافيًا للممارسات القياديّة وبناء القدرات التي أسّس لها مشروع تمام ولكيفية مساهمتها في نقل مفهوم التعليم الجامع من المناصرة والمبادرة الفردية ليصبح ركيزة أساسيّة في الثقافة التنظيميّة لتحقيق التطوير المدرسيّ المستدام.