تقديم أ. ربيع المر- المدير الأكاديمي في مدرسة الأهليّة في لبنان
هذه الجلسة مبنية على دراسة حالة وبحث أكاديمي لشهادة الماجستير الذي قام به أ. ربيع المر عن تجربة مديرة تربوية في مدرسة خاصة في لبنان (مدرسة الأهلية التي يعمل بها). سلّطت هذه الجلسة الضوء على إحدى الأطر التنظيمية للمؤسسات التربوية وهو إطار المنظور السياسي لا سيّما السياسة الجزئية اليومية (Micropolitics)، والاستراتيجيات والإجراءات التي ممكن للقائد التربوي اتباعها تحتها لتخفيف المقاومة من أفراد المؤسسة خلال قيادة عمليّة التغيير ولأخذ المدرسة نحو التجدد والتطور المستمر المُحترِم للسياق والمتجانس مع هويّة المؤسسة.
حضر الجلسة حوالي ٤٥ ممارس وباحث تربوي من مدارس تمام المشاركة في دول عربية مختلفة، بالإضافة إلى أعضاء من الهيئة الاستشارية والتعليمية لمدرسة الأهلية والتي هي مدرسة صديقة لتمام.
بدأت الجلسة بتقديم واقع الإصلاح التربوي غير الفعّال في السياق اللبناني، وكذلك تمّ الحديث عن سياق مدرسة الحالة. ثم تمّ الحديث عن الأدبيات التي تعبّر عن التغيير بكونه عملية معقدة وترافقه الكثير من التحديات إذ أنّه يزعزع الوضع الراهن والهوية الفريدة للمؤسسة. كما يرافقه مقاومة للتغيير والتي تُعتبر من أهمّ التحديات من المنظور أو الإطار السياسي للمؤسسة لاسيّما من عدسة السياسة الجزئية اليومية للمؤسسة أو ال Mircopolitics.
تعتَبِرُ هذه الدراسة السياسة الجزئية اليومية للمؤسسة عدسة واعدة لفهم التغيير في السياق اللبناني وتتناول المصلحة الشخصية التي قد تتعارض مع مصلحة المؤسسة، ودور القائد التربوي في تبنيّ استراتيجيات وأساليب سياسية لتخفيف مقاومة التغيير ولتذليل العقبات نحو تحقيق التغيير.
أظهرت الدراسة أهمية أن يكوّن القائد التربوي فهم جيد لثقافه المدرسة وهوّيتها وبناء فهم لردود فعل الثقافة وموقفها تجاه التغيير، إلى جانب بناء وعي شامل للسياسة الجزئيّة الموجودة في المدرسة – لا سيّما ديناميكيات القوّة\السلطة والنفوذ والمصالح الشخصية لأعضاء المجتمع المدرسي مقابل مصلحة المؤسسة. أظهرت الدراسة أيضاً أنّ النهج المتمايز لقيادة المدرسة في إدارة مجموعات المعلمين ، وخاصة أولئك الذين كانوا مؤيدين للتغيير وأولئك الذين ما زالوا يقاومون إستراتيجية رئيسية (من المنظور السياسي) لتحقيق التغيير. بالإضافة إلى اتباع نهج التغيير التصاعدي (من الأسفل إلى الأعلى) كاستراتيجيّة رئيسيّة أيضاً في مسيرة إحداث التغيير.
اختُتِمَت الجلسة بنموذج أو تصميم “للسياسة الجزئيّة لإحداث تغيير” يحدد عملية مجذّرة لإطلاق عمليّة التغيير وإحداثها في سياق مشابه لسياق مدرسة دراسة الحالة. يعتمد النموذج على نظرية التغيير التربوي التي تهدف إلى تحويل المدرسة إلى مؤسسة تعمل باستمرار على التجديد الذاتي المتجذر في هويتها الفريدة.