مرحبًا بكم في نواة تمام للتصاميم المبنية على البحث، حيث تمّ تصميم نماذج أثبتت دورها في تعزيز التطوير المستند إلى المدرسة.
لا تقتصر جهودنا في تمام على البحث فقط، بل تمتد لتشكيل مستقبل التعليم، عبر تحقيق رؤية بديلة للمدرسة كمدرسة مجتمعية متجددة ذاتيًا. وفي عملنا مع المدراس لتحقيق هذه الرؤية، تمّ بناء عدّة نماذج، نموذج الشراكة بين العائلة والمدرسة، التشبيك بين المدارس من أجل التطوير المستدام، القيادة الطلابية، وتعزيز دور التربويين للتأثير على صياغة السياسات التربوية واتخاذ القرارات. ورغم تقدم هذه النماذج بشكل كبير، إلا أنها تبقى مفتوحة لمزيد من التجريب والتنقيح.
هنا، نقدّم ملخّص مفاهيمي لكل من تصاميم تمام المبنيّة على البحث والتجريب.
التشبيك بين المدارس من أجل التطوير المستدام
يعمل الفريق الموجّه لتمام على تطوير نموذج مبتكر مجذّر يهدف إلى تعزيز التشبيك بين المدارس من أجل التطوير المستدام والواسع النطاق. يشجع هذا النموذج ويوجه المدارس المختلفة للتواصل والتعاون في مشاريع تطويرية مشتركة تستهدف تلبية حاجات مشتركة مستعصية. يستند هذا النموذج إلى الأدبيات العالمية المتعلقة بمجتمعات التشبيك التطويرية (Networked Improvement Communities (NICs))، والتعاون المهني، والتعاون بين المدارس من أجل التطوير. يراعي النموذج أهمية الالتفات للجوانب العاطفية والاجتماعية، ويسلط الضوء أيضاً على الدور الفريد الذي يلعبه الميسّرون والخبراء الجامعيون في إطلاق وتنفيذ التشبيك بين المدارس. بالإضافة إلى ذلك، يأخذ النموذج بعين الاعتبار الدور المحوري للمؤيدين الداخليين والداعمين داخل المدارس في دفع هذه التجربة التشاركية إلى الأمام. يشكل التشبيك بين المدارس أساس الأنشطة المشتركة التي توفر بيئات ممكّنة لتوسيع وتعميق أثر التطوير المستند إلى المدرسة. ومن خلال تطوير هذا النموذج المستند إلى البحث، يفتح تمام الطريق لمقاربة تحويلية في الإصلاح التربوي في العالم العربي.
يتم تصميم برنامج بناء القدرات للتشبيك بين المدارس في تمام استنادًا إلى التجربة الغنيّة والفريدة لمدارس تجمع تمام في الأردن التي عملت معاً حول حاجة مشتركة متعلقّة بتعزيز اللغة العربية وقد شكلت نتائج التنفيذ التجريبي لمبادرة التشبيك بين هذه المدارس، أساسًا لتطوير استراتيجيات لتسهيل إطلاق مثل هذه المبادرات والاستفادة من قصص النجاح وأساليب معالجة التحديات المتوقعة. يعزز هذا البرنامج بناء القدرات للتشبيك بين المدارس لتحقيق التطوير المستند إلى المدرسة. وتعتبر هذه المبادرة جديدة ومبتكرة، ولا يزال البرنامج في مراحله الأولى حيث يتم تطويره بناءً على البحث والتجريب.
الشراكة بين العائلة والمدرسة
يُعتبر نموذج “الشراكة بين العائلة والمدرسة” ونموذج “شراكة المدرسة مع المجتمع المحلي” تصاميم يتم تطويرها في مختبر تمام البحثي بناء على البحث والتجريب. تهدف هذه النماذج إلى توفير مقاربة مجذّرة وبناء قدرات الفرق المدرسية التي تقود التطوير المستند إلى المدرسة لإقامة شراكات مع العائلات والمجتمع المحلي المحيط بالمدرسة. تستند هذه النماذج إلى الإطار الاجتماعي الثقافي، وتعتبر المدارس مؤسسات منفتحة تتفاعل مع بيئتها الخارجية، ومؤسسات قادرة على أداء دور رئيسي في جذب مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك التربويين والعائلات وقادة المجتمع وصانعي القرار، للتعاون على تعزيز دور التربية في التنمية الاجتماعية. تدعو هذه المقاربة التربويين الذين يقودون التطوير المستند إلى المدرسة إلى تطوير فهم عميق لبيئة المدرسة، بما في ذلك عائلات المتعلمين والمجتمع المحلي. تتبع المقاربة عملية تدريجية لتسهيل بناء الشراكات مع العائلات والمجتمع المحلي. يشمل ذلك جمع بيانات شاملة حول بيئات تعلم الطلاب في المنزل، ومعلومات حول تجارب عائلاتهم مع المدارس والتعلم لتوجيه وإرشاد عملية بناء الشراكة. كما يشمل الأمر تعزيز التواصل الفعّال بين العائلات والمدرسة، لتيسير تلاقي ثقافاتهما، وتعزيز المشاركة العائلية في العملية التربوية. بالمثل، يشتمل نموذج شراكة المدرسة مع المجتمع المحلي على تحديد الجهات المعنية الرئيسية في المجتمع والتعرّف عليها من أجل التعاون على التخطيط لمبادرات لتطوير المدرسة. يتمّ تشكيل فريق الدعم المجتمعي لمشاركته الرؤية الاستراتيجية للمدرسة وإشراكه في تعزيزها. تتمحور هذه الرؤية في تحويل المدرسة إلى مدرسة مجتمعية تتجدد ذاتيًا ومنسجمة مع سياقها الاجتماعي والثقافي.
لا يزال تصميم برنامج بناء القدرات لتعزيز الشراكة بين العائلة والمدرسة وبين المدرسة والمجتمع المحلي قيد الإعداد. وقد تمّ تجريب أجزاء رئيسية من البرنامج مع فرق في عدة مدارس، ممّا ساهم في تطوير مراحل موحّدة وأنشطة وإرشادات، ونماذج، واستبيانات متعلقة بالبرنامج.
القيادة الطلابية
يُعَدّ برنامج القيادة الطلابية في تمام برنامجًا قيد الإعداد ومبنيًا على البحث والتجريب، يستهدف كل من الطلاب والمعلمين بهدف تعزيز القيادة الطلابية. يعمل الفريق الموجّه لتمام بالتعاون مع فريق من الخبراء على تصميم هذا البرنامج، بهدف تعزيز صوت الطلاب، وزرع المسؤولية، وتطوير مهاراتهم القيادية، وتعزيز مشاركتهم في تطوير المدرسة. يسترشد البرنامج بإطار مفاهيمي مستند إلى الأدبيات العالمية ويتم تصميمه بشكل تشاركي مع معلمين على مستوى المدرسة. يشمل البرنامج ورش عمل مع جلسات متابعة وأنشطة متنوعة. يستهدف البرنامج الطلاب الذين يطمحون للعب أدوار قيادية، حيث يتم تدريبهم على تشكيل فريق قيادة أساسي في مدرستهم لقيادة مبادرات تطويرية تفيد مدارسهم ومجتمعاتهم. كما يعمل البرنامج على بناء قدرات مجموعة مختارة من المعلمين لرعاية فريق القيادة الطلابية، ولضمان دعم مستمر خلال رحلتهم في قيادة التطوير.
يشمل برنامج تمام لتطوير القيادة الطلابية أسس نظرية، ونقاشات تفاعلية، وأنشطة عملية داخل وخارج البيئة المدرسية، مع التركيز على التواصل اللاعنفي، والمفاوضة، والتخطيط الاستراتيجي لتزويد الطلاب بالمهارات العملية. وعلى الرغم من أن برنامج القيادة الطلابية لا يزال في مراحله الأولى، فقد تم تطوير نموذج أولي من خلال التنفيذ التجريبي في مدرسة واحدة. تشمل المرحلة التالية تجربة البرنامج في مدارس إضافية لتنقيح النموذج وتوسيع نطاقه، وتكييفه لتلبية الاحتياجات المحددة للمدارس.
التأثير على السياسات التربوية من أجل التطوير المستند إلى المدرسة
ترتكز رؤية تمام لإصلاح المدارس على تمكين الممارسين التربويين فيها من قيادة المبادرات التطويرية المدرسية، واستثمار الموارد البشرية، والهيكليات والآليات لمأسسة هذه المبادرات واستدامة أثرها وتوسيع نطاقه. تسعى حركة تمام إلى تنمية بيئة مؤسساتية مؤاتيه تدعم بناء القدرات القيادية وتوسيع قاعدتها، كما تدعم التطوير المستمر للعملية التعليمية. ولتحقيق ذلك، من الضروري التأثير على السياسات التربوية وتوجيه صانعي القرار لدعم العمل التطويري في المدارس وتأمين الظروف المساعدة له. لذلك، يجب استكشاف وفهم العوامل الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على سياق تطوير المدارس، ومعرفة كيفية التعامل معها لتحقيق إصلاح شامل مستند إلى المدرسة. كما يتعيّن فهم السياسات وتطوّرها بحيث يتمكن القادة التربويون في المدارس من التأثير عليها وصياغتها بطريقة تعزز قدرتهم على الابتكار وتضمن استدامة مبادراتهم التطويرية.
تتحقق الاستدامة أولاً على مستوى المؤسسات التربوية من خلال مأسسة الممارسات التجديدية. وثانيًا، من خلال التأثير على السياسات المحليّة لتكييفها مع الممارسات التجديدية والابتكارية التي نتجت، مما يعزز استمراريتها وتوسيع نطاقها إلى بيئات جديدة.
يقوم الفريق الموجه لتمام حاليّاً بإطلاق جهوده لتطوير استراتيجيات التوسّع، والدعوة إلى التأثير على السياسات، وصياغتها. يشمل ذلك التعمق في الأدبيات الحالية حول مبادرات التوسّع، واستراتيجيات التأثير على السياسات التربوية، والأدبيات المتعلقة بالحركات الاجتماعية التي أدّت إلى تغييرات في السياسات. كما يسعى الفريق الموجه إلى عقد ندوات عبر الإنترنت وجلسات نقاشية لجمع وجهات النظر المتنوعة المستندة إلى السياق الاجتماعي والثقافي في المنطقة العربية. الهدف هو تطوير نموذج أولي للتأثير على السياسات يمكنه توجيه مدارس تمام وفرق التشبيك المدرسية، وبناء قدراتها على التأثير في عملية صنع السياسات التربوية على مستوى مدارسهم ودولهم والمنطقة العربية.